المشاركات

عرض المشاركات من 2014

الظلم وصناعة الأعداء

عندما بدأت الثورات في البلدان العربية لم يع الكثير من القادة العرب أن سبب هذه الثورات هو الظلم، فعلى مر السنين استمر الظلم يقع بشتى أشكاله على الشعوب من القادة وأتباعهم على جميع المستويات، فالوزير ظالم لموظفيه والمدير للعاملين والأب لأولاده وهكذا. وعندما يستمر الظلم، تبدأ النفوس بالاحتقان والشحن الذي لا يتوقف في أي مجلس أو حديث مع صديق أو مشروع أو حتى خلوة مع النفس قبل النوم لأن الظلم هو الهم الأكبر لدى المظلوم ولا يرتاح أبدا حتى يتخلص منه.  وبهذا ينتج لنا هذه المعادلة المأساوية: المزيد من الظلم = المزيد من الاحتقان = انفجار أكبر = اعوجاج أكبر = بعد عن الصواب = تهور وانعدام للحكمة ذلك لأن المظلوم عند وقوع الظلم عليه يبدأ في البداية في التفكير في كيفية التحاور مع الظالم والتواصل معه وعند استمرار الظلم واستبداد الظالم يبدأ ذاك المظلوم في التفكير في التخلص مما هو به بأي طريقة كانت، وفي مراحل متقدمة يكون الانتقام هو سيد الموقف وهذا ما يدل على أن الحكمة والصواب لم تعد في حسابات المظلوم. الجدير بالذكر أن المظلوم الحكيم نادر الوجود جدا وهو من يجب أن يمسك بزمام الأمور ويعيد الناس إلى

وقفة في واقعة استشهاد قادة الجهاد في أحرار الشام

سأتحدث في هذا المقال عن تخصصي فقط وبناء على الأحداث التي شاهدها الجميع.. عندما بدأ العمل المسلح في الثورة السورية كان الإخوة المجاهدون الذين كانت لديهم خبرة (وإن  كانت طفيفة) في العمل العسكري في الجيش السوري في طليعة من بدأ العمل المسلح.. وبدأت الخبرة تلعب الكثير من الدور الهام في هذا المجال، فجيش الإسلام على سبيل المثال لديه خبرات عسكرية كثيرة، الأمر الذي يجعله في عمل عسكري منظم أكثر من غيره، وكذا الأمر بالنسبة للكتائب التي كبرت كأحرار الشام والصقور ولواء التوحيد وغيرهم.. ولكن مع استمرار الحرب في سوريا وتحولها إلى حرب عالمية بكل معنى الكلمة وزادت تعقيدات المرحلة التي يمر بها الجهاد السوري، فلم تعد الخبرة السابقة التي بدأت الثورة عليها كافية أبدا، بل اصبحت الممارسات التي يقوم بها المجاهدون لعبا مقارنة بما تقوم به الدول العالمية التي تتنافس فيما بينها على الأرض السورية. وفي نفس الوقت كبر التحدي وازداد وكثرت المسؤوليات وزادت الأيدي السوداء (والرايات السوداء كذلك) وكثر العمل الاستخباري ودخل القاصي والداني إلى الأرض السورية ولم يعد الوضع كما كان منذ ثلاث سنوات وتزيد. لهذه الأسباب و

هل نتجه إلى دكتاتورية أخرى في سوريا؟

بالمقارنة مع غيري فأنا إنسان شديد الانشغال في عملي وقد سبب لي هذا عدم قدرتي على المتابعة الحثيثة لأخبار سوريا عامة وللغوطة خاصة التي أنتمي إليها، وقد كنت البارحة جالسا مع بعض الأقارب وفجعني خبر من أحد الأقارب الموثوقين أن فلانا قد اعتقل! هكذا فقط... اعتقل....!! عندما يسمع شخص ما هذا الأسلوب في الاعتقال والضبط فلا يخطر بباله سوى النظام... ولكن مع كل أسى وأسف فقد كان ((الاعتقال)) من طرف جهة قضائية في الغوطة!! حاولت أن أكذب أذناي ولكن الأمر أكيد... قيل أنه متهم بالتعاون مع النظام... فتم اعتقاله بكل بساطة من المسجد من دون إخطار مسبق أو من دون إطلاع عائلته أو حتى من دون إخبار أحد عن الجهة التي اعتقلته ولولا أن وجود علاقات من هناك وهناك لما عرف أحد مكانه!!! كل ما ورد العائلة أن هناك من اعتقله من دوما.... فقط...  إذن عدنا لما كنا عليه قبل الثورة.. محسوبيات وعلاقات واعتقالات وووو!!! السؤال هنا... هل هذا تصرف بشري أم همجي؟ ظننا أن الجهات القضائية ستكون آخذة في الحسبان أنها تتعامل مع البشر لكن مع الأسف قوة السلاح جعلت البشر الممسك به منسلخا من إنسانيته... كما أن هناك من أخبرني أن سي

وعي المجتمع، الخطر الأكبر

قال سيد قطب رحمه الله: إن أكبر خطر على الطغاة هو وعي المجتمع تجاه حقوقه. وهناك معنى آخر لهذه المقولة: إن وعي المجتمع تجاه حقوقه هو الداعم الأكبر للحاكم العادل والموجه الأهم له.   إذن فوعي المجتمع هو عنصر اجتماعي هام يجب التركيز والعمل عليه بشكل دائم ومستمر بلا هوادة من جميع الرجال والنساء  المثقفين الذين لديهم القدرة على التأثير والوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع بالأسلوب الأفضل والأمثل.   وهنا تأتي المبادرة... من هو الذي سيبادر ويبدأ بتوعية نفسه أولا ومن حوله ثانيا؟ ومتى يعتبر المرء واعيا فعلا لما حوله؟   الوعي الحقيقي هو عندما لا توجِّه المرء وسائل الإعلام يمنة ويسرة حيثما ذهبت يذهب... الوعي هو عندما يكون للمرء علم عميق بما يستحق من حقوق وبما عليه من واجبات... الوعي هو عندما يعلم المرء حقيقة ما يدور حوله من أحداث وليس فقط ما يتم التقاطه عبر الكاميرا... الوعي هو استيعاب حدود المرء وحدود غيره في المعاملات والتواصل والتعاملات المباشرة وغير المباشرة. الوعي هو عندما نعلم ما هو المستقبل الذي نستحق والذي سبقنا إليه غيرنا والماضي الظالم الذي

عليك من الله ما تستحق يا محيسني

نعم،،، أقولها وبكل ألم... عليك من الله ما تستحق يا محيسني... يا دكتور محيسني هذه ليست موجهة لك فقط، بل لك ولكل من سار على دربك واحتذى حذوك أو كان على شاكلتك. جعلت نفسك وصيا على الشعب السوري وأنت لست أهلا للوصاية وهم ليسوا بحاجة لك، ولم يمنعهم من طردك إلا أخلاقهم الراقية واحترامهم لمن يسموا (المهاجرين).. منذ بداية الثورة وقد قالها المجاهدون للمهاجرين، أهلا بكم جنودا لا قادة ولا منظرين فأهل الشام أعرف بأرضهم وببلدهم وهم أخبر بها. عندما قدمت جعلت نفسك (أنت ومن يشابهك) ببعض العلم الشرعي الذي لديك أميرا على من لم يؤمرك وبدأت بإطلاق الفتاوى والزج بداعش هنا وهناك والدفاع عنها وعن من شابهها فصنعت فتنة كنا نحن أهل الشام في غنى عنها، ألا تصدق ما يقوله له أهل الشام حتى ترى بأم عينيك دماءهم وضحاياك؟ عندما رأيت بأم عينك بلايا داعش بدأت بالتبرير المقيت بعد أن بحت أصوات أهل الشام في التحذير منهم ولكنك وأمثالك كنتم أسوأ من أن تعطوا رأياً فقدمتم لبلاد الشام كل ضرر وضرار.. وحتى بعد ذلك بدأت تزج نفسك في المعارك وبكل سفه وتطلق الفيديوهات التي يكون ضررها أكبر بكثير من نفعها  وكأنك الطفل الصغير