المشاركات

احتلال هش

دخلت في يوم عملي الأول إلى المبنى ذو المائة طابق وولجت إلى طابق الشركة التي أعمل بها حيث الفخامة والعلامة التجارية الراقية وحيث الجميع يرتدي ملابس (أنيقة) ودخلت في تلك المنظومة التي تدعى (الشركات عابرة القارات) لمدة ثلاث سنوات حيث كنت مبهورا بما أراه وحريصا جدا على أن أكون كما تريد الشركة مني أن أكون، كان القدر الذي تعلمته من ذلك النوع من الشركات هائلا وفي حد ذاته مخيفا. تعلمت أن المرء يجب أن يسلب عقله بالمظاهر البراقة فكمية العفن والفساد في تلك الشركات كبير جدا واستعباد الموظفين وتقييدهم والتحكم بهم أكبر، وأكثر من ذلك خداع العملاء، حكومات وشركات. تعلمت أيضا أنني مهما كرهت من حولي فإنني يجب أن أضع في عين اعتباري أن (أتعلم) وأحصل على أكبر قدر ممكن من المعرفة والخبرة منهم وأن أحدد هدفي وأسعى نحوه. تعلمت أننا كشعوب إسلامية مخودعون بالعلامات التجارية الغربية التي تحتل عقولنا وبلادنا وأموالنا وأكثر من ذلك (معلوماتنا) التي تعيد بيعها لنا، في نفس الوقت الذي نحن فيه قادرون على أن نوجد بديلا لهم من أنفسنا. فهل من مبادر؟

كسر ثوابت المجتمع، الحرب الباردة على الإسلام

تعويج المجتمع، الحرب البردة على الإسلام ((وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)) هلك ابن الشحرور الذي كان شغله الشاغل إيجاد نسخة جديدة عن الإسلام أساسها تغيير الثوابت التي فهمها الصحابة والسلف الصالح وقام المجتمع الإسلامي عليها وكانت سببا في تأسيس ثلاث خلافات إسلامية هابتها الدنيا.  الغريب هو أن هذه المحاولات السقيمة الذي انهالت بها وسائل الإعلام داعمة له بخيلها ورجلها كي ترسخ (رؤية الشحرور) العوجاء لدين الله لنشر الانحراف الذي أراده الشحرور لأن خلف وسائل الإعلام تلك من يعلم أن السبيل الوحيد لإضعاف الإسلام هو هدم أساسه وثوابته. وهذا المخلوق ليس سوى قطرة في بحر كسر الثوابت التي قامت عليها عظمة الإسلام وقوته. هذا الهجوم الممنهج على دين الله يعمل على عدة محاور أولها إخراس صوت الدعوة ثانيها ترويض المجمتمع  وثالثها خلق البدائل. أولا: إخراس صوت الدعوة:  (على الصعيد الفردي) ليست القدرة على فهم النصوص واستيعابها وإسقاطها على الحياة اليومية أمراً سهلاً يمكن لجميع الناس تحقيقه بسهولة بغض النظر عن المستوى التعليمي أو الثقافي للفرد، فعندما يسمع المرء كلمات الله تقول

العقد الذي بيننا... (قصة وعبرة)

عندما يكون هناك عمل مشترك بين طرفين أو أكثر (أفرادا أو جماعات) فمهما كان بينهم عقود واتفاقيات ووثائق يتم توقيعها مع وجود شهود وضامنين فلا يمكن أبدا إغفال أن هناك عاملان حاسمان هما الأهم في العمل المشترك بين أي من الأطراف وهما: ١- الثقة المتبادلة فيما بينهم ٢- الرغبة الحقيقية في إنجاز وتحقيق الأهداف المشتركة فيما بين الأطراف. كم من مشاريع تأسست على عقود أكثر من أن تحصى وانتهت في سراديب المحاكم والخسائر الهائلة لعدم وجود أو ضعف العاملين المذكورين، وكم من صفقة كانت بعقود مختصرة وواضحة وبسيطة بين الأطراف ولكن مع وجود الثقة والرغبة الحقيقيتين استمر العمل لعقود من الزمن وأتى بالنفع على الكثير من الأطراف. العامل البشري الداخلي (الثقة والرغبة) هي الأشد أهمية وحساسية في أي تعامل بين طرفين، جميع العقود والمواثيق هي لتوجيه الخلاف فقط لا غير. هذا الأمر ينطبق تماما على العلاقة بين رئيس الدولة والمواطنين.... عدد كبير من الأطراف (أفراد وجماعات) يسعون لتحقيق أهداف محددة ضمن نطاق جغرافي محدد. والعقد الذي بينهم هو دستور الحكم الذي يمكن أن يعتبر المرجع و بمثابة العقد بين جميع الأط

مقاطعة المنتجات الإلكترونية، التحدي الصعب

المعلومات قوة ( Information is Power )، هكذا يقال. وهذا صحيح تماما، حيث أن المعلومات هي وقود الحروب وهي المصادر الأساسية التي من خلالها قد تنجح حرب ما أو تفشل. لم تعد تقنية المعلومات مجرد كماليات نستخدمها عندما نحتاج ونتركها عندما لا نريد، بل هي الآن في مستوى الممكنات ( Enablers ) بحيث أنها لو توقفت فإن هناك مصالحا في الحياة قد تتوقف معها، وهذا ما نراه واضحا عندما يكون المرء في دائرة حكومية أو شركة اتصالات على سبيل المثال ويخبره الموظف بأن (النظام قد توقف!!)، لهذا فإن إعطاء تقنية المعلومات الانتباه الذي تحتاجه هو أمر في غاية الأهمية خاصة مع الأحداث والتغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة. إذن... ما هي التقنيات التي سوف نقاطعها والتي إن صنعناها، سيكون لدينا القوة التي نحتاجها؟ تنقسم التقنيات التي نستخدمها إلى عدة أقسام أساسية نستخدمها جميعا بشكل شبه يومي: 1.       المعدات ( Hardware ): والتي تعتبر عماد تقنية المعلومات وهي سر الصناعة والقوة والتي إن تمكنت الدول من صناعتها فستتمكن من بناء البنية التحتية لتقنية المعلومات الخاصة بها وبالمواصفات التي تريد. هذه التقنيات منها ما هو

خيارات صعبة

عندما تنظر إلى نفسك أنك ضحية، مسكين، الظروف قاسية، لا أحد معك، أعداؤك كثيرون والمتربصون أكثر، تخلى عنك الأصدقاء ولم يعد أمامك الكثير لتقوم له ووصلت إلى درجة الحيرة حيث لا وجهة واضحة لديك... في هذه الحال أمامك خياران: الخيار الأول: أن تــنــتظر من يساعدك ويحنو عليك ويقدم لك الفرصة التي تحتاجها والموارد الضرورية كي تعيد ترتيب نفسك، وهذا هو الخيار السهل، ويتم ذلك من خلال استجداء العطف وطلب ما تحتاج من غيرك... الخيار الثاني: هو أن تغير من نفسك تغييرا حقيقيا وتغير حياتك وعاداتك وأصدقائك وحتى البلاد التي تعيش بها، تغير علاقاتك وما اعتدت القيام به سنينا سابقة وتأخذ الطريق الصحيح، تغير من تحالفاتك واستراتيجياتك وصناعة ما تحتاج بيدك وبناء الفرصة التي تحتاجها بنفسك الخيار الأول يحتاج إلى علاقات كثيرة وعطف وحنان والكثير جدا من التنازلات عن مبادئك التي عليك أن تقدمها كي يعطيك عدوك الفرصة التي تريد الخيار الثاني يحتاج إلى الكثير الكثير الكثير جدا من العمل والجهد والتضحية على حساب صحتك ووقتك والكثير من التواصل والجدال وارتفاع ضغط الدم في سبيل الحفاظ على مبا

هل الله معنا؟

((لا تحزن إن الله معنا))... إذن لماذا اختبأ؟ لماذا ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الغار مع صاحبه؟ لم غير الطريق؟ لم كل هذه الإجراءات الاحترازية؟ أليس الله معه!  القانون الرباني هنا هو أنك إن لم تقم لما يجب عليك القيام به فإن معية الله والتوكل عليه لن يصنع نصرا ولا تمكينا أو أدنى نجاح لوحده.  هذا أمر بدهي عند التعامل مع الشؤون المادية الحياتية، وحتى الطفل الصغير قد يكون قادرا على الوصول إلى هذا الاسنتباط، فلن يأتي الطعام إلى فمه مهما توكل على الله ما يسع إليه... ولكن هذه الحقيقة البديهية لا يكون لها أي نصيب من التفكير عندما تأتي إلى الأمور الإدارية، السياسية، الاجتماعية والتي تحتاج إلى فكر قيادي وتحليل عميق ووضع الأمور في مواضعها بكل دقة.. هل تتنظر في سوريا نصرا من الله لأننا متوكلون عليه؟؟ هل وعدنا الله نصرا لمجرد أننا توكلنا عليه؟؟؟ لا والله... فالله أحكم من أن يعطي النصر لمن لا يستحق ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) الآية تنص على أن البداية من عندنا نحن باتخاذ الإجراءات الصحيحة التي يجب على العاقل اتخاذها. والآن... هل نستحق النصر؟ لا.. أبدا...وبالرغم من كل الدماء التي سكب

يوم أن كنا صغارا

يوم أن كنا صغارا م . جهاد بوابيجي يوم أن كنا صغارا كان المعلم في المدرسة يقول لنا : صلوا فإن الصلاة لا تأخذ منك أكثر من خمس دقائق … فتعلم الكثير التخلص من الصلاة لا الاستمتاع بها يوم أن كنا صغارا كان يخبرنا المعلم أن الصيام ينتهي بمجرد الإفطار، وماذا أكلتم البارحة؟ وكان يخبرنا أننا سنستمتع بالأكل بعد الجوع والعطش .   فتعلم الكثير صيام الفم ولم يتعلم صيام الروح والقلب وصرنا ننتظر الإفطار ولا ننتظر الإمساك فنشأ جيل أصبحت   الشعائر بالنسبة له   عادات روتينية   وليس   عبادات يتقرب بها إلى الله . يوم أن كنا صغارا كان المعلم يقول لنا بعد العطلة إلى أين سافرتم وإلى أي بلاد اتجهتم وكيف كانت سياحتكم .   فتعلمنا أن العطلة للمتعة وإضاعة الوقت ولم نتخيل أن يكون لنا إنجاز في العطلة يوم أن كنا صغارا كان المعلم يتابع من (( يكتب )) الواجب ويعاقب من لا يكتب … فقط .. فنشأ جيل يسعى إلى نقل الأحرف من الكتاب إلى الدفتر ولم يكن ليتخيل ان يفكر بما ي