المشاركات

عرض المشاركات من 2017

خيارات صعبة

عندما تنظر إلى نفسك أنك ضحية، مسكين، الظروف قاسية، لا أحد معك، أعداؤك كثيرون والمتربصون أكثر، تخلى عنك الأصدقاء ولم يعد أمامك الكثير لتقوم له ووصلت إلى درجة الحيرة حيث لا وجهة واضحة لديك... في هذه الحال أمامك خياران: الخيار الأول: أن تــنــتظر من يساعدك ويحنو عليك ويقدم لك الفرصة التي تحتاجها والموارد الضرورية كي تعيد ترتيب نفسك، وهذا هو الخيار السهل، ويتم ذلك من خلال استجداء العطف وطلب ما تحتاج من غيرك... الخيار الثاني: هو أن تغير من نفسك تغييرا حقيقيا وتغير حياتك وعاداتك وأصدقائك وحتى البلاد التي تعيش بها، تغير علاقاتك وما اعتدت القيام به سنينا سابقة وتأخذ الطريق الصحيح، تغير من تحالفاتك واستراتيجياتك وصناعة ما تحتاج بيدك وبناء الفرصة التي تحتاجها بنفسك الخيار الأول يحتاج إلى علاقات كثيرة وعطف وحنان والكثير جدا من التنازلات عن مبادئك التي عليك أن تقدمها كي يعطيك عدوك الفرصة التي تريد الخيار الثاني يحتاج إلى الكثير الكثير الكثير جدا من العمل والجهد والتضحية على حساب صحتك ووقتك والكثير من التواصل والجدال وارتفاع ضغط الدم في سبيل الحفاظ على مبا

هل الله معنا؟

((لا تحزن إن الله معنا))... إذن لماذا اختبأ؟ لماذا ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الغار مع صاحبه؟ لم غير الطريق؟ لم كل هذه الإجراءات الاحترازية؟ أليس الله معه!  القانون الرباني هنا هو أنك إن لم تقم لما يجب عليك القيام به فإن معية الله والتوكل عليه لن يصنع نصرا ولا تمكينا أو أدنى نجاح لوحده.  هذا أمر بدهي عند التعامل مع الشؤون المادية الحياتية، وحتى الطفل الصغير قد يكون قادرا على الوصول إلى هذا الاسنتباط، فلن يأتي الطعام إلى فمه مهما توكل على الله ما يسع إليه... ولكن هذه الحقيقة البديهية لا يكون لها أي نصيب من التفكير عندما تأتي إلى الأمور الإدارية، السياسية، الاجتماعية والتي تحتاج إلى فكر قيادي وتحليل عميق ووضع الأمور في مواضعها بكل دقة.. هل تتنظر في سوريا نصرا من الله لأننا متوكلون عليه؟؟ هل وعدنا الله نصرا لمجرد أننا توكلنا عليه؟؟؟ لا والله... فالله أحكم من أن يعطي النصر لمن لا يستحق ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) الآية تنص على أن البداية من عندنا نحن باتخاذ الإجراءات الصحيحة التي يجب على العاقل اتخاذها. والآن... هل نستحق النصر؟ لا.. أبدا...وبالرغم من كل الدماء التي سكب

يوم أن كنا صغارا

يوم أن كنا صغارا م . جهاد بوابيجي يوم أن كنا صغارا كان المعلم في المدرسة يقول لنا : صلوا فإن الصلاة لا تأخذ منك أكثر من خمس دقائق … فتعلم الكثير التخلص من الصلاة لا الاستمتاع بها يوم أن كنا صغارا كان يخبرنا المعلم أن الصيام ينتهي بمجرد الإفطار، وماذا أكلتم البارحة؟ وكان يخبرنا أننا سنستمتع بالأكل بعد الجوع والعطش .   فتعلم الكثير صيام الفم ولم يتعلم صيام الروح والقلب وصرنا ننتظر الإفطار ولا ننتظر الإمساك فنشأ جيل أصبحت   الشعائر بالنسبة له   عادات روتينية   وليس   عبادات يتقرب بها إلى الله . يوم أن كنا صغارا كان المعلم يقول لنا بعد العطلة إلى أين سافرتم وإلى أي بلاد اتجهتم وكيف كانت سياحتكم .   فتعلمنا أن العطلة للمتعة وإضاعة الوقت ولم نتخيل أن يكون لنا إنجاز في العطلة يوم أن كنا صغارا كان المعلم يتابع من (( يكتب )) الواجب ويعاقب من لا يكتب … فقط .. فنشأ جيل يسعى إلى نقل الأحرف من الكتاب إلى الدفتر ولم يكن ليتخيل ان يفكر بما ي

لتركيا حق علينا

في التاريخ المعاصر، لن تجد دولة تعاملت مع عداوة الشرق والغرب للإسلام والمسلمين والموروث الإسلامي بذكاء وحنكة مثل تركيا فهي الدولة الوحيدة التي زاحمت الدول العظمى في اقتصادها وصناعتها وانفتاحها وبنيتها التحتية وعزتها بموروثها التاريخي، وتمكنت بما لديها من شعب عظيم وقيادة حكيمة قوية أن تقوم بقوة أذهلت العالم وفي وقت قياسي لم يصل إلى العقدين من الزمن. إن ما قامت به تركيا جعل كل من لا يؤمن بمرجعيتها ويريد لها أن تتخلف وتعود كما كانت يتربص لها بشتى الأشكال، الخفي منها والمعلن. فقاموا بانقلاب حُشِد له الدعم من شتى الدول التي تريد لتركيا أن تسقط، ففشل فشلا تاريخيا جعل تركيا أقوى من ذي قبل.  وبعد ذلك الفشل بدأت الحرب الخفية الساخنة، فبدأت الدول بصناعة القلاقل والمشاكل عن طريق أجهزة مخابرات لا يمكن أن توصف بأقل من أنها خسيسة قذرة لا تريد لدولة لها إرث إسلامي أن تنهض وأن تقوم لتصبح دولة عظمى. لا يريدون لتركيا أن تصل إلى 2023 بسلام، لا يريدون لها أن تحقق ما يريده كل مسلم على هذه الأرض، نعم كل مسلم، فقد أصبحت تركيا ملاذا لكل مسلم وكل شاب طموح مؤهل يريد أن يقدم ما لديه من علم وخبرات وثقافة

السوريون وكيف يحطمون أنفسهم

منذ البداية، لم يكن للثورة قيادة واحدة مرجعية تكون ناطقا باسم الثوار وتتحدث عنهم وتنقل للعالم ما يريدون وتدافع عنهم في المحافل والاجتماعات الدولية. وبصراحة فلم يكن ذلك مطلبا في البداية بل كان ميزة. ولكن مع انتشار الثوار ودخول الغرباء إلى حضن الثورة واستغلالهم لها ودخول الدول المعادية إلى سوريا دخولا مباشرا لم يكن هناك مهرب من إيجاد كيان مرجعي للثورة السورية ولكل من يعمل لها سواء في سوريا أو خارجها.  كانت التجارب الأولى فاشلة خالية من الرؤية والتنظيم مع تبن كامل لاستراتيجية (عجل بني إسرائيل) والتي تتضمن بناء أنظمة وعبادتها والتي تتسبب بفشل المشروع كاملا دون القدرة على التغيير بها وهي ما يسمى النظام الأساسي والذي صنعه من لا خبرة لديه في العمل التنظيمي. الأمر الذي أدى إلى ردة فعل شديدة السلبية لدى السوريين بشكل عام وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها الأثر الكبير جدا في الحراك السلبي ضد رموز الثورة. بعد ذلك ظهرت عدة كيانات لكل منها التوجه الخاص به... ولكن دون الدخول في النوايا فقد كان الجميع يعمل لصالح الثورة... وبغض النظر عن الأخطاء المرتكبة، فقد عمل الهجوم الشعبي على ه