السوريون وكيف يحطمون أنفسهم
منذ البداية، لم يكن للثورة قيادة واحدة مرجعية تكون ناطقا باسم الثوار وتتحدث عنهم وتنقل للعالم ما يريدون وتدافع عنهم في المحافل والاجتماعات الدولية. وبصراحة فلم يكن ذلك مطلبا في البداية بل كان ميزة.
ولكن مع انتشار الثوار ودخول الغرباء إلى حضن الثورة واستغلالهم لها ودخول الدول المعادية إلى سوريا دخولا مباشرا لم يكن هناك مهرب من إيجاد كيان مرجعي للثورة السورية ولكل من يعمل لها سواء في سوريا أو خارجها.
كانت التجارب الأولى فاشلة خالية من الرؤية والتنظيم مع تبن كامل لاستراتيجية (عجل بني إسرائيل) والتي تتضمن بناء أنظمة وعبادتها والتي تتسبب بفشل المشروع كاملا دون القدرة على التغيير بها وهي ما يسمى النظام الأساسي والذي صنعه من لا خبرة لديه في العمل التنظيمي. الأمر الذي أدى إلى ردة فعل شديدة السلبية لدى السوريين بشكل عام وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها الأثر الكبير جدا في الحراك السلبي ضد رموز الثورة.
بعد ذلك ظهرت عدة كيانات لكل منها التوجه الخاص به... ولكن دون الدخول في النوايا فقد كان الجميع يعمل لصالح الثورة... وبغض النظر عن الأخطاء المرتكبة، فقد عمل الهجوم الشعبي على هؤلاء خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي الدور الأسوأ الذي خدم النظام النصيري بكل نجاح، وهو إسقاطهم اجتماعيا بدل العمل على إصلاح ما بهم من أخطاء والمساعدة في إنجاح الدور الذي قاموا من أجله.
وظهر بسبب ذلك ظاهرة (تفريخ الكيانات) فكل يوم وآخر تسمع عن كيان جديد ما يلبث أن يندثر بعد فترة من الزمن طالت أم قصرت، ففقدنا الاستمرارية ولم يعد لدينا القدرة على الإيمان بأي مشروع. وبدلا من العمل المؤسسي بدأ التوجه نحو العمل الفردي والتركيز على الأشخاص والذين في الوقت الحالي تتم مهاجمتهم بنفس الطريقة.
يحدث الهجوم المجتمعي من خلال:
كل ذلك أدى إلى حصول فجوة بين المجتمع السوري (خاصة الخارجي) وبين أي كيان أو عمل وهو ما أدى إلى:
ولكن مع انتشار الثوار ودخول الغرباء إلى حضن الثورة واستغلالهم لها ودخول الدول المعادية إلى سوريا دخولا مباشرا لم يكن هناك مهرب من إيجاد كيان مرجعي للثورة السورية ولكل من يعمل لها سواء في سوريا أو خارجها.
كانت التجارب الأولى فاشلة خالية من الرؤية والتنظيم مع تبن كامل لاستراتيجية (عجل بني إسرائيل) والتي تتضمن بناء أنظمة وعبادتها والتي تتسبب بفشل المشروع كاملا دون القدرة على التغيير بها وهي ما يسمى النظام الأساسي والذي صنعه من لا خبرة لديه في العمل التنظيمي. الأمر الذي أدى إلى ردة فعل شديدة السلبية لدى السوريين بشكل عام وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها الأثر الكبير جدا في الحراك السلبي ضد رموز الثورة.
بعد ذلك ظهرت عدة كيانات لكل منها التوجه الخاص به... ولكن دون الدخول في النوايا فقد كان الجميع يعمل لصالح الثورة... وبغض النظر عن الأخطاء المرتكبة، فقد عمل الهجوم الشعبي على هؤلاء خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي الدور الأسوأ الذي خدم النظام النصيري بكل نجاح، وهو إسقاطهم اجتماعيا بدل العمل على إصلاح ما بهم من أخطاء والمساعدة في إنجاح الدور الذي قاموا من أجله.
وظهر بسبب ذلك ظاهرة (تفريخ الكيانات) فكل يوم وآخر تسمع عن كيان جديد ما يلبث أن يندثر بعد فترة من الزمن طالت أم قصرت، ففقدنا الاستمرارية ولم يعد لدينا القدرة على الإيمان بأي مشروع. وبدلا من العمل المؤسسي بدأ التوجه نحو العمل الفردي والتركيز على الأشخاص والذين في الوقت الحالي تتم مهاجمتهم بنفس الطريقة.
يحدث الهجوم المجتمعي من خلال:
- التخوين: وهو الدخول في نية الجهة أو القائمين عليها أو الشخص بحد ذاته ورميه باتهامات وبهتان وضرب مصداقيته وأنه متسلق على الثورة الأمر الذي قد لا يكون له أساس من الصحة.. ويستمر ذلك حتى يسقط ذلك الكيان أو الشخص
- المزايدة: أبدع السوريون في المزايدة على بعضهم فمهما صدر من بيانات أو تصريحات أو مواقف أو حتى تضحيات فينظر إليه السوريون على أنه يعمل ضد الثورة.
- الخلاف غير الأخلاقي: من يخالفني هو عدو حتى وإن كانت الأهداف واحدة فيبدأ الهجوم عليه بشكل مستمر الأمر الذي يؤدي إلى ضياع الهدف وعدم القدرة على تحقيقه
- المنافسة القذرة: فعندما ينطلق كيان ما قام العاملون عليه بالكثير من العمل الجيد والتضحية والوقت قام غيرهم بتأسيس كيان مشابه ومنافس له بدل أن يضع الجميع يدهم في يد من سبق وتقويته لتحقيق الهدف
- مهاجمة القيادات: من خلال (دق الأسافين) لهم والتحدث عنهم بكل سوء في المجالس والمحافل والمنتديات وحتى التجمعات
كل ذلك أدى إلى حصول فجوة بين المجتمع السوري (خاصة الخارجي) وبين أي كيان أو عمل وهو ما أدى إلى:
- انعدام الاستمرارية في أي كيان أو عمل ثوري
- الخوف من إطلاق أي مشروع طموح
- اندثار الكثير من المشاريع التي كان بالإمكان أن يكون لها مستقبل قوي
- سعادة العدو - بل الأعداء - بهذا التفرق والتشرذم المجتمعي لدينا، فهو أفضل نصير لهم
- انعدام ثقة السوريين ببعضهم فلم يعد أحد لديه ثقة لا في الأشخاص ولا في الكيانات
- توقف العمل المؤسسي المنظم في المشاريع الجديدة فأصبح الاعتماد على الأشخاص وليس على العمل المنظم المؤطر والمخطط له بعناية
ومن أهم العوامل التي زادت من هذه الظاهرة وتلك الممارسات هو دخول الغرباء المؤدلجين الذين جعلوا أنفسهم أوصياء على سوريا وشعبها ومواردها وثوارها، فصاروا يهاجمون كل من يخالفهم بعنف وبجهالة واضحة من كل من يناصرهم.
فمشروع اندماج على مقاس القاعدة والنصرة وفتح الشام ولا شيء غيره!! وكل من عارض فهو خائن عميل مرتكب للحرام شاق للصف بالرغم من أنهم أفشلوا مشاريع سابقة أكبر منهم. وأصبح الناس يصدقون كل شيء، فيأتي من يرمي اتهامات سخيفة ضد دولة أو كيان أو شخص ما فيتناقلها الناس بكل سذاجة متناسين أن هذا بهتان عظم.
إن هذا الاستخفاف بسوريا وبلاد الشام العظيمة أمة وشعبا جعل السوريون أنفسهم لا ثقة لديهم بالمشاريع الوليدة من رحم الثورة الحقيقية وجعل تنظيم القاعدة ممثلا بفتح الشام والنصرة ومن والاها تغرز الخنجر تلو الآخر في خاصرة الثورة السورية وكل الثوار السوريين ولا أريد أن أذكر أمثلة بهذا الشأن.
علينا نحن السوريين أن نغير من أنفسنا ومن تصرفاتنا تجاه بعضنا البعض، فما لم نكن متحدين على الأقل في الأهداف والأخلاقيات وسياسات التعامل فيما بيننا فلن نتمكن من بناء سوريا الجديدة التي نحلم بها جميعا.. فيما يلي بعض النصائح التي أقترحها لعلنا نبدأ خطوة في الاتجاه الصحيح.
- لا تأخذ خبرا من مجاهيل، خاصة من اصحاب تنظيم القاعدة المقنعين الذين لا يستطيعون التصريح بأسمائهم، فقد اجتازت الثورة زمن إخفاء الأسماء بل أصبح إخفاء الأسماء علامة شك وهكذا يجب أن تكون
- لا تهاجم أحدا على الملأ مهما كانت الحجة التي لديك قوية خاصة إن كان يعمل بإخلاص للثورة وبرتكب بعض الأخطاء ، بل اسع للتواصل معه للنصح والأخذ على يده قدر الإمكان وإن لم تستطع فاستعن بمن يفتح له قلبه وإن لم تتمكن فدعه فقد قمت بما عليك، فهو يعمل لنفس الهدف أليس كذلك؟
- ليس من الضرورة أن تكون دائما على صواب، فإن نظرت لغيرك أنه على خطأ فقد تكون أنت كذلك على خطأ كبير
- اترك القاعدة والمجاهيل الذين بها خاصة الذين يهاجمون ويخونون أهل سوريا الثوار من المخلصين ولا تتابعهم ولا تقرأ لهم ولا تنشر لهم (هناك نقطة قادمة في هذا الخصوص)
- ثق بأهل بلدك ولا تستعجل الثمرة
- إن كان لديك ما تضيفه وتعلم حق اليقين أنه مفيد، فاستخدم القنوات الصحيحة التي تؤدي الغرض ولا ترم بما يضر من آراء هنا وهناك بشكل يؤذي أكثر من أن يخدم
- تذكر الهدف الذي قامت لأجله هذه الثورة، إنها إسقاط النظام وبناء دولة عدل وحرية، فلا تهاجم إلا من يعمل عكس هذا الهدف بشكل مباشر ومن الواضح أن تنظيم القاعدة هو أهم من يعادي تحقيق هذا الهدف فلا تنصر العدو على الأخ الثائر
- ((المساعدة وليس العداء)) اجعل هذه الاستراتيجية التي توجه جميع أفعالك تجاه إخوتك من الثوار السوريين المخلصين فنحن نريد بناء وطن حر وليس غابة يأكل كل منا الآخر
- ((العداء المدروس والمنظم وليس النشر)) اجعل هذه استراتيجيتك التي توجه جميع أفعالك تجاه الخوارج من داعش وتنظيم القاعدة والعدو الأول النظام النصيري وأنصاره من إيران وروسيا، فلا تساعدهم بنشر ما يتقيؤون من أكاذيب وبهتان خاصة عند حديثهم عن الثورة والثوار وأهل سوريا.
- ليس من الضرورة أن تعرف كل شيء، فإن وجدت اقتراحا أو موقفا لم يعجبك فقد لا تكون أنت على علم بثمراته المتأخرة، مثال ذلك: اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع نهاية عام 2016 والذي هاجمه كم هائل من صبيان القاعدة وصبيهم الأكبر الجولاني لأنهم يظنون بأنهم يعلمون كل شيء وهذا غير صحيح
- أحسن الظن بمن تثق بهم حتى وإن خالفوك في كيفية تحقيق الهدف، فالهدف واحد... (ركز على ذلك)
- دع الغرباء عن سوريا فالكثير منهم قد ضر الثورة وآذاها أكثر من أن يخدمها، لهذا ركز على أهل سوريا الأعرف ببلدهم والتحديات التي تواجهها وهم الأعرف بمصلحتها (ليست دعوة للعنصرية بل دعوة للحذر)
هذه خاطرة قد تكون قد طالت لكنها هامة جدا من وجهة نظري، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
المهندس/ أبو مالك
قد وضعت يدك على الجرح ...
ردحذفبوركت الانامل
ابوالمجد