أمراض المجتمع! كيف؟
أيهما أفضل...؟
أن تظهر أعراض المرض على جسم الإنسان مباشرة كي يذهب
للطبيب ويعالج المرض ويبرأ منه أم أن ينتشر المرض في الجسم ويستشري من دون أعراض حتى
يصعب علاجه ويؤدي إلى وفاة مفاجئة؟
الحالة الأولى بكل تأكيد هي السيناريو الأفضل...
وأظن أن المجتمعات تقاس بمقياس مماثل أو مشابه.
فأمراض المجتمعات عندما تظهر أعراضها تكون من خير المجتمع وصلاحه حتى
يقوم الصالحون وأهل الرأي السديد باتخاذ ما يلزم تجاه المرض... وهذا ما يحدث الآن
في الكثير من المجتمعات والمجتمع السوري على وجه الخصوص...
كانت أمراض المجتمع السوري كثيرة وأعراضها مخفية بفعل نظام قذر يعمل
على تلميع السوء وتقوية تأثيره وأيضا يعمل على دفن كل فضيلة وكرامة ووأدها في أقرب
وقت ومكان، وعندما ذهبت سطوة النظام بدأت هذه الأعراض بالظهور، ولكن لأنها كانت
مخفية سنينا طويلة فظهرت كثيرة وأليمة الأمر الذي ولد حالة من الإحباط واليأس من
علاج هذا المجتمع المبتلى خاصة لدى الخيرين والمصلحين والدعاة.
عندما ننظر إلى المجتمع السوري (داخل وخارج سوريا) فإن علينا أن نتعامل
معه ومع ظواهره على أنه مجتمع مريض بحاجة إلى الكثير من الرعاية والحكمة والصبر
والعلاج والقليل جدا من الغضب والانتقاد والفضح والهجوم.
على سبيل المثال: عندما نرى السب المستشري فهل علينا أن نهاجم وننتقد
ونغضب تجاه من كان السب في كلامه أكثر من الكلام نفسه وخاصة في بيئة عسكرية قذرة
قبل الثورة؟ أم أن علينا الحرص على إيصال الرسالة الإيجابية التي تنبه المرء إلى
عظم ما يفعل؟ أليست الدعوة إلى الله والخلق الحسن في مجتمع كهذا ينتقل من حال إلى
حال هي أقل ما يجب القيام به؟
إن تغيير الأفراد من الصعوبة بمكان وقد اشار الله إلى ذلك في كتابه
العزيز (إنك لا تهدي من أحببت) فكيف بتغيير مجتمع كامل وممارسات اجتماعية فهذا أمر
على مراحل من الصعوبة والتحدي خاصة عندما يحدث تغيير جذري في وضع المجتمع
ومعتقدتاه (من العبودية إلى الحرية - مثلا) (من الانحلال إلى الأخلاق – مثلا)
وغيرها. كما أن التغيير في المجتمع على الصعيد الفردي أصعب كثيرا من التغيير من
خلال المؤسسات التي تعتبر أصعب من التغيير من خلال الحكومات.
إن ما يجب علينا هو أن نترك التركيز على التفاصيل والحرص على أن يكون
التنازل والـ(تطنيش) خلقا لدينا في التعامل مع الأخطاء التي لا نستطيع إصلاحها وأن
يكون النصح والإرشاد والدعوة والعمل الإيجابي خلقا في التعامل مع ما يمكننا إصلاحه.
هذا ما يجب أن يكون حتى نتمكن من أن يكون لنا بعون الله وتوفيقه حاكم يكون على
قدرة على التغيير ومؤسسات منظمة قادرة على البناء الإيجابي في مجتمعاتنا التي نسأل
الله لها الصلاح.
إن هذا ينطبق على المجتمعات بشكل عام وليس على مجتمع دون آخر بشكل خاص وهو ما على الدعاة وأهل العمل الإيجابي التركيز عليه كي يكون لدينا تغيير نحو الأفضل بعون الله.
ألم يحن الوقت لأن نبدأ بأنفسنا؟
تعليقات
إرسال تعليق