جبهة النصرة.. هل هي للنصرة؟ أين المشروع؟
كان البارحة لدي نقاش مع بعض الفضلاء الذين يفوقونني في العلم والتقوى والفضل عن أحد أفعال جبهة النصرة وهو موضوع هدم أحد الأضرحة في حلب، وأنا هنا لا أتحدث عن حكم شرعي، بل أتحدث عن سياسة واستراتيجية وما لم يتم أخذ جميع العوامل في الحسبان فسوف يكون لنا مآس تتبع أحدها الأخرى.
إن الذي تقوم به جبهة النصرة من ما تسميه (إقامة شرع الله) وتطبيق الحدود هو أمر لا خلاف عليه وأنا هنا لا أناقش أصل الفعل ولكن الكيفية والجهة المنفذة.
فهدم ما يعبد من دون الله وإزالته وتطبيق الحدود هي قضايا أساسية ومحورية في ديننا لا نقاش بها ولكن إن أتيت إلى أحد وأمرته أن يقيم الصلاة (عماد الدين) من خلال صفعة ولكمة فهل سيكون لهذا الأثر الذي تريده؟ حتى وإن صلى فليست صلاته لله، بل هي صلاة لمن تجبر عليه وضربه.
وهذا بالضبط ما تقوم به النصرة، إن الهدم وإقامة الحدود في الشوارع والتهجم على الناس باسم الدين لهو سبيل لإكراه الناس في الدين، خاصة أن المجتمع السوري لا يعتبر من المجتمعات الملتزمة والمثقفة دينيا وعقديا بشكل كبير، فالتعامل معه يجب أن يكون بكل حكمة وهدوء وحذر، وهي الأمور التي تفتقدها النصرة ومن يعمل معها.
السؤال الآخر أكثر أهمية: هل أتت جبهة النصرة لـ(نصرة) الشعب السوري أم للسيطرة عليه وحكمه؟
إن الدعاية المستمرة لأفعال جبهة النصرة وحتى صلب أفعالها التي لا تصب في مصلحة الأحداث في سوريا تدل على أن جبهة النصرة تريد حكما وسيطرة ولا تريد نصرة حقيقية للسوريين كما كانوا يروجون، وإلا لكانت وضعت يدها في أيديهم ولم تعزل نفسها عن جميع السوريين، مع العلم بأنها الآن بدأت باستدراج بعض الجبهات السورية لصفها الأمر الذي يزيد الوضع خطورة وفرقة بين السوريين أنفسهم.
لماذا سيزيد الوضع خطورة؟ لأن مشروع النصرة ليس مشروع في صالح الشعب السوري، ولا هو مشروع يريده السوريون، ومنهجهم في الطبيق (الطبيق وليس الأحكام) منهج يتميز بهمجيته واستعلائه وتعامله مع الناس على أنهم أغنام يجب سوقها نحو ما يريدونه، وهذا بكل بساطة تمهيد لدكتاتورية أخرى قد تكون أشد فتكا من السابقة لأنها باسم الإسلام، ولهذا فإن استدراجهم لبعض الجبهات السورية يشكل خطرا كبيرا.
لقد آن الأوان ليكون للسوريين مشروع واضح المعالم وكفاهم انجرارا نحو مشاريع دخيلة لا تخدم مصالحهم (كمشاريع النصرة وداعش وبعض القوى الخارجية) وصدق القول الإداري المعروف (إن لم تخطط لنفسك فسيأتي من يخطط لك لمصلحته) وهذا بكل أسف ما يحدث بحذافيره في سوريا.
نحن بحاجة لمشروع سوري بامتياز يتضمن كل ما تحتاجه بلاد الشام وساكنوها، يجب أن يكون لهذا المشروع الرؤية الاستراتيجية الواضحة التي توجه جميع الأعمال التنفيذية فيه من دعوة وجهاد وبناء وإغاثة وتنمية وغيرها، كما يجب أن تتفق جميع القوى في سوريا لهذا المشروع وتتبناه وأن تكون متوجهة نحو تحقيقه وإلا فسنبقى في دوامات ننجو من أحدها لنغرق في الأخرى.
إن الذي تقوم به جبهة النصرة من ما تسميه (إقامة شرع الله) وتطبيق الحدود هو أمر لا خلاف عليه وأنا هنا لا أناقش أصل الفعل ولكن الكيفية والجهة المنفذة.
فهدم ما يعبد من دون الله وإزالته وتطبيق الحدود هي قضايا أساسية ومحورية في ديننا لا نقاش بها ولكن إن أتيت إلى أحد وأمرته أن يقيم الصلاة (عماد الدين) من خلال صفعة ولكمة فهل سيكون لهذا الأثر الذي تريده؟ حتى وإن صلى فليست صلاته لله، بل هي صلاة لمن تجبر عليه وضربه.
وهذا بالضبط ما تقوم به النصرة، إن الهدم وإقامة الحدود في الشوارع والتهجم على الناس باسم الدين لهو سبيل لإكراه الناس في الدين، خاصة أن المجتمع السوري لا يعتبر من المجتمعات الملتزمة والمثقفة دينيا وعقديا بشكل كبير، فالتعامل معه يجب أن يكون بكل حكمة وهدوء وحذر، وهي الأمور التي تفتقدها النصرة ومن يعمل معها.
السؤال الآخر أكثر أهمية: هل أتت جبهة النصرة لـ(نصرة) الشعب السوري أم للسيطرة عليه وحكمه؟
إن الدعاية المستمرة لأفعال جبهة النصرة وحتى صلب أفعالها التي لا تصب في مصلحة الأحداث في سوريا تدل على أن جبهة النصرة تريد حكما وسيطرة ولا تريد نصرة حقيقية للسوريين كما كانوا يروجون، وإلا لكانت وضعت يدها في أيديهم ولم تعزل نفسها عن جميع السوريين، مع العلم بأنها الآن بدأت باستدراج بعض الجبهات السورية لصفها الأمر الذي يزيد الوضع خطورة وفرقة بين السوريين أنفسهم.
لماذا سيزيد الوضع خطورة؟ لأن مشروع النصرة ليس مشروع في صالح الشعب السوري، ولا هو مشروع يريده السوريون، ومنهجهم في الطبيق (الطبيق وليس الأحكام) منهج يتميز بهمجيته واستعلائه وتعامله مع الناس على أنهم أغنام يجب سوقها نحو ما يريدونه، وهذا بكل بساطة تمهيد لدكتاتورية أخرى قد تكون أشد فتكا من السابقة لأنها باسم الإسلام، ولهذا فإن استدراجهم لبعض الجبهات السورية يشكل خطرا كبيرا.
لقد آن الأوان ليكون للسوريين مشروع واضح المعالم وكفاهم انجرارا نحو مشاريع دخيلة لا تخدم مصالحهم (كمشاريع النصرة وداعش وبعض القوى الخارجية) وصدق القول الإداري المعروف (إن لم تخطط لنفسك فسيأتي من يخطط لك لمصلحته) وهذا بكل أسف ما يحدث بحذافيره في سوريا.
نحن بحاجة لمشروع سوري بامتياز يتضمن كل ما تحتاجه بلاد الشام وساكنوها، يجب أن يكون لهذا المشروع الرؤية الاستراتيجية الواضحة التي توجه جميع الأعمال التنفيذية فيه من دعوة وجهاد وبناء وإغاثة وتنمية وغيرها، كما يجب أن تتفق جميع القوى في سوريا لهذا المشروع وتتبناه وأن تكون متوجهة نحو تحقيقه وإلا فسنبقى في دوامات ننجو من أحدها لنغرق في الأخرى.
تعليقات
إرسال تعليق