الولاء ومشروعنا المفقود في سوريا... والحل السياسي!!!

من شاهد جنازة فطائس حزب الشيطان (حالش)...؟
لم لديهم الاستعداد لتقديم هذ العدد من الضحايا؟
كيف وصلوا إلى هذا المستوى من الولاء والتعبأة؟ كيف حصل هذا لدى الشيعة؟

لديهم الطموح الذين يسعون إليه، لديهم الحلم الذي يعملون لأجله كي يصبح حقيقة ويموتون لأجله. إنه مشروع تشييع المنطقة والمقاومة المزعومة

من يشاهد الأعداد الهائلة من الشباب الذين ينضوون تحت لواء داعش بشكل دائم من أنحاء العالم؟ لم لديهم هذا الولاء والاستعداد للموت؟ 

لديهم الطموح الذي يعملون لأجله وهو مشروع "الخلافة"...

هناك أيضا المشروع الإيراني الفارسي (المتخفي تحت قبعة مشروع التشيع) والمشروع الروسي للحفاظ على سوريا كمستعمرة روسية والمشروع الأمريكي للسيطرة على جميع المحاور المحيطة بإسرائيل وتجعل سوريا من حلفائها. وغيرها

هذه بعض المشاريع الكبرى التي تقوم على أرض سوريا والتي يهدف أصحابها إلى تحقيقها على حساب أهل بلاد الشام الذين نسوا أن يكون لديهم مشروعا فضاعوا بمشاريع غيرهم وصارت المخططات الخارجية تتقاذفهم هنا وهناك...

عندما ننظر إلى التاريخ نجد أن جميع الانتصارات التي تدوم ويستمر تأثيرها تكون ضمن مشروع ويكون هذا المشروع ذو قيمة دينية أو قومية أو جغرافية.
مشروع إسلامي أو مشروع صليبي (ديني)
مشروع عربي أو ألماني أو إنجليزي (قومي)
مشروع الإمبراطورية اليابانية أو الدولة الهندية (جغرافي)
وكلما شمل المشروع قيما أكثر كلما زادت قوته فهذه القيم هي أساس ولاء الناس الذين سيحملون المشروع على ظهورهم. مع التأكيد على أن المشروع الحزبي مشروع قصير المدى ونهايته الفشل لأن قيمه غير راسخة وتتهاوى بسهولة.

فأين أهل سوريا من مشروعهم؟ ما هي قيمهم؟ ما هي أهداف هذا المشروع؟ من هم الحلفاء الذين يجب الاتحاد معهم؟ ما هي الرؤية الاستراتيجية لهذا المشروع وإلى أين يريد أن يصل؟ ما هي أسس نجاح المشروع وكيف يمكن ضمانها؟ ما هي المخاطر التي تواجه هذا المشروع؟...... وغيرها الكثير من الأسئلة التي نسي الناس في سوريا وخارجها أن يطرحوها على أنفسهم كي يخروج من هذه الدوامة التي لا يظهر موعد نهايتها.

إن الحل السياسي المزعوم الذي تنادي به الكثير من القوى في الداخل والخارج لم ولن يكون له أي أثر في الواقع السوري لأنه قد وصل إلى مرحلة ضياع الهوية والبدء من الصفر، فقد تم تدمير الإنسان في سوريا وتدمير الهوية والأرض والتاريخ والروح ولم يبق سوى الأرض المدمرة.

ما لم يأت المشروع الوطني في بلاد الشام لتوحيد الرؤى وجمع قلوب الناس وتوجيه أعمالهم التنموية جميعها لتحقيق تلك الرؤية فلن يكون هناك مخرج قريب.

حتى وإن أدى الحل السياسي إلى هدوء فلن يكون هدوء مستمرا وستتبعه عاصفة أخرى أكبر، لأن الحل السياسي حل هش قائم على التنازلات والشعب السوري قد مل التنازلات وسئمها وهذا الحل السياسي لن يقدم مقابل التنازلات أي شيء يعوض من فقد كل حياته في هذه الثورة. ولنا في اليمن عبرة.

نحن بحاجة إلى قائد شاب ذو رؤية ثاقبة يتمكن من طرح المشروع الأمثل الذي يجيب عن جميع الأسئلة المطروحة آنفا ويكون قادرا على الاستفادة الحقيقية من جميع القدرات والمؤهلات السورية المتوفرة من خلال وضع كل شخص في مكانه الصحيح.

فأين هو؟ وهل هناك من يبحث عنه؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لتركيا حق علينا

الشخصنة عند العرب

الحق الذي نستحق