المشاركات

عرض المشاركات من 2016

نريد اندماج؟ وماذا بعد؟

عندما أقرأ أو أسمع أو أتابع ما يقال عن اندماج الفصائل، تصدر من قلبي ضحكة كلها ألم وأسى على الحال المنحط الذي وصلنا إليه. فالحديث عن الاندماج الصادر من المشايخ وقادة الفصائل وحتى بعض المنظرين يشابه إلى حد كبير حديث أطفال المدرسة الابتدائية في أحد مدارس أفريقيا عن تحرير فلسطين أيام الانتفاضة. لتوضيح المأساة إليكم المثال التالي:  شخص يريد بناء مبنى فأحضر مواد البناء وبدأ بتنفيذ عملية البناء على أرض فارغة يملكها، هكذا بكل بساطة دون دراسة الأرض أو معرفة المواد التي سيستخدمها، وأيضا دون رسم مخططات أو تحديد لم يريد بناء هذا المبنى أصلا هل هو منزل أم دكان أم برج، لم يلتفت إلى دراسة من حوله من المنافسين والجيران! هو لم يجلب المهندس العارف أو المستشار الخبير بل اعتمد بكل ثقة على نفسه!  وبالرغم من ذلك فقد بدأ البناء فعلا وبكل جهد وحرص وتضحية وصدق وإخلاص وجلب الإعلام ولم يقصر في وسائل التواصل الاجتماعي، وبدأ المبنى بالارتفاع.. برأيكم كيف سيكون هذا البناء؟؟ هل سيستمر؟ هل سيكون له من النجاح أو البقاء نصيب؟ هذا بالضبط الذي حدث ويحدث الآن في بناء الكيانات في الثورة السورية، وإليكم بعض الأمثلة

هذه أمي

لم أشهد أو أسمع يوما عن أم في هذه الدنيا كأمي الغالية. منذ نعومة أظافري وأمي في حراك دائم في هذه الحياة... تعمل ليل نهار في التعليم، في أحد أصعب المجالات التي يمكن أن يعمل مرء بها، ومع ذلك لم نفتقدها يوما، فهي حولنا على الدوام، توجهنا وتعطينا كل ما تقدمه الأم التي في منزلها لنا أنا وإخوتي الأربعة على مدى أكثر من ثلاثين سنة. كم أنت عظيمة يا أمي. يوميا دون انقطاع يكون الفجر رفيقها في الاستيقاظ صباحا حيث تعمل بأقصى طاقتها لإعداد خمسة (عفاريت – أنا وإخوتي) للذهاب للمدرسة ولتعد نفسها للذهاب إلى خضم حياة لم تشهده الكثير من الأمهات. وتبقى في طاقة متجددة عند عودتها إلى المنزل فتعود لأعمال المنزل وتوجيه (العفاريت) الخمسة وتربيتهم ومساعدتهم في واجباتهم وإتمام أعمالها التي لا تنتهي، طاقة متجددة استمرت لأكثر من ثلاثة عقود لم تتوقف بها الوالدة عن العطاء الدائم، فكانت لنا سندا وتربية وتوجيها وتعليما وعونا ونصحا والأهم من ذلك، كانت لنا حبا عميقا شملنا وغمرنا لم نستوعبه إلا عندما كبرنا. كبرت وكبرنا أنا وإخوتي يا أمي، وها أنا ذا مستشار على مستوى راق والحمد لله، وإخوتي الغوالي

قلوب مظلمة

علمتنا هذه الثورة في سوريا كثيرا... على جميع المستويات، الشخصية والاجتماعية والسياسية والدينية والأخلاقية وغيرها. على الصعيدين: الضيق المنحصر بالمجتمع المحيط، والواسع الممتد للعالم بأسره. لقد علمتنا كم أن الحرية ثمنها غال، وكم أن العالم يريد للشعوب أن لا تكون كذلك، بل يريد الشعوب أن تكون عبدة لشهوات المال والسلطان والهوى ونزوات القلوب، تبحث عن مأكلها ومشربها وملبسها ومسكنها وما يرضيها فقط... ليس أكثر من ذلك. العبودية هي ما يريد العالم لنا أن نكون عليه، عبيدا لأطماعنا ونزواتنا... عبيدا لأحزابنا وتوجهاتنا الدنيوية... عبيدا للسلاح والمال... عبيدا لفصيل أو شخص ذو سلطة... ما يهمهم أن لا نكون عبيدا لله وحده.. العبودية عندما تكون لله يترفع المرء بها عن كل ما سواها مما ذكر أعلاه، فالعبودية عندما تكون لله وحده يكون كل تركيز المرء على تحقيق ما يرضي الله وحده، وليس ما يرضي نفسه. عندما لا تكون العبودية لله حقا، تكون القلوب مظلمة، يظهر عورها وتتضح سوأتها من حقد وتيه وبعد عن الهدف الذي يسعى الجميع إلى تحقيقه. عندما لا يكون القلب عبد لله وحده يصبح مظلما يهمز ويلمز،