هل نتجه إلى دكتاتورية أخرى في سوريا؟

بالمقارنة مع غيري فأنا إنسان شديد الانشغال في عملي وقد سبب لي هذا عدم قدرتي على المتابعة الحثيثة لأخبار سوريا عامة وللغوطة خاصة التي أنتمي إليها، وقد كنت البارحة جالسا مع بعض الأقارب وفجعني خبر من أحد الأقارب الموثوقين أن فلانا قد اعتقل!

هكذا فقط... اعتقل....!!

عندما يسمع شخص ما هذا الأسلوب في الاعتقال والضبط فلا يخطر بباله سوى النظام... ولكن مع كل أسى وأسف فقد كان ((الاعتقال)) من طرف جهة قضائية في الغوطة!!

حاولت أن أكذب أذناي ولكن الأمر أكيد... قيل أنه متهم بالتعاون مع النظام... فتم اعتقاله بكل بساطة من المسجد من دون إخطار مسبق أو من دون إطلاع عائلته أو حتى من دون إخبار أحد عن الجهة التي اعتقلته ولولا أن وجود علاقات من هناك وهناك لما عرف أحد مكانه!!! كل ما ورد العائلة أن هناك من اعتقله من دوما.... فقط...

 إذن عدنا لما كنا عليه قبل الثورة.. محسوبيات وعلاقات واعتقالات وووو!!!

السؤال هنا... هل هذا تصرف بشري أم همجي؟ ظننا أن الجهات القضائية ستكون آخذة في الحسبان أنها تتعامل مع البشر لكن مع الأسف قوة السلاح جعلت البشر الممسك به منسلخا من إنسانيته...

كما أن هناك من أخبرني أن سيادة سعادة فضيلة جناب عيون القاضي يقضي بالقتل مباشرة على كل من ثبت تعامله مع النظام... هذا معناه أنه لو وجد شهود (بغض النظر شهود صدق أو زور) وشهدوا على شخص ما أنه تعامل مع النظام طبعا من دون دليل فسيكون مصيره القتل!!!

أليست مسخرة؟

إنني هنا أتحدث عن حالة واحدة وعندما يحدث هذا مرة فهذا يدل على أنه يحدث بشكل متكرر ودائم...

هل هذا هو النظام القضائي الذي يحلم به الشعب السوري المكلوم؟ ما الفرق بين سعادة عيون القاضي وبين النظام؟؟ بصراحة لاشيء بتاتا سوى أن أحدهم ضد الآخر...

كلنا يعلم أهمية المنظومة القضائية في جلب الاستقرار للبلاد وتحقيق الأمن فيها ودور هذه المنظومة في إشعار الناس بالأمان أن حقوقهم مضمونة وهناك من يكفلها لهم... لكن هنا في هذه الحالة نرى العكس تماما... القضاء هو مصدر خوف ورعب وقلق... تماما كما يفعل النظام الأسدي....

لم لا تهجم سعادة عيون القاضي على التجار المحتكرين في الغوطة؟ لم لا يعتقل قادة الكتائب الذين يتعاونون مع النظام لإحكام الحصار؟ بل لم لا يقوم بتوحيد الجهود والصفوف في الغوطة ويكون عاملا فاعلا في فك الحصار عنها؟؟؟
أسئلة أتمنى أن أجد لها إجابة؟؟؟


قد يقول البعض أن الفوضى في الغوطة كبيرة وهناك الكثير من الجهات المتناحرة فيها ولكن إن كانت عيون القاضي (الذي من المفروض أن يكون الفهيم فينا) تتعامل مع البشر بهذه الطريقة المقززة فهل تنتظرون من الله نصرا؟ (إن نتصروا الله ينصركم) فهل الاعتقالات من دون بينة أو دليل ولأكثر من يوم نصر لدين الله؟

هل يعمل الفهيم على تعزيز الفوضي أم يحرص على إيقافها وتنظيم الأمور في البلاد؟؟؟

أليس في الغوطة رجل رشيد!!!!

أرجو أن أكون على خطأ.....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لتركيا حق علينا

الشخصنة عند العرب

الحق الذي نستحق