الدولة اللا-إسلامية

ابتلينا في سوريا بما يسمى (الدولة اللا-إسلامية) وهي التي تنسب الإسلام إليها ولا تنتسب إلى الإسلام، حالها كحال بعض الجماعات التي تدعي الإسلام وكل من خالفها فهو عدو للإسلام وصار كافرا أو يجب قتله.

إن هذا البلاء المسمى (داعش) والذي صار كمرض يعشعش في بلاد الشام الجريحة ويستشري قد وصل إلى النخاع وإن لم يقطع فسيبقى ينخر إلى الأبد وسيكون هو الألم الذي نعاني منه طالما حيينا...

عندما تقتل داعش شخصا لمجرد أنه قال (يا حسين يا زينب) وهو جريح تحت التخدير وغير مسلح ومن دون تحقيق ومن دون تأكد من هوية هذا الشخص فيقطعون رأسه ويتباهون بذلك بكل سفاهة وفي النهاية يطالبون (على لسان عمر القحطاني أحد قياداتهم) بضبط النفس والمسامحة فهذا يدل على أنهم ذوو منهج متطرف لا يفقهون معنى التعدد الاجتماعي ولا العيش السلمي... كما حدث في (#قطع_رأس_مجاهد_من_الأحرار)

إن هذه التصرفات الرعناء أكبر دليل على أنهم يسيرون بأجندة عمياء ليس لها صلة بالواقع ولا بالإسلام وخاصة عندما يأتي أحدهم بمنطق أعوج من خارج سوريا ليدافع عن قتل مجاهد من بلاد الشام فهذا منتهى الانحطاط ولا فرق بين السياسة الأمريكي واليهودية معهم في هذا الصدد وما الخوارج عنا ببعيد.

إن من تسمى نفسها (دولة) وهي أبعد ما تكون عن هذا المصطلح ولا يعلم قادتها أسس احترام الإنسان المسلم ولا المجاهد ولا العدو ولا المحارب ولا الجريح في الإسلام ولا حتى المواطن السوري والأهم أنهم لا يفقهون أسس بناء الدولة أو المؤسسات أو حتى من يعمل تحت قيادتهم فلم نر من هذه الدولة المزعومة خلال هذه الفترة سوى كل مصيبة وبلاء.

علينا كسوريين أن نستوعب هذا الخطر وأن ننظر إليه بكل حذر وإن لم يكن هذا هو وقت التعامل معه في هذه الظروف الصعبة فإن على المجتمع السوري أن يلفظ شرذمة الخوارج هؤلاء من مجتمعه وأن يكون المجتمع بأسره كتلة واحدة ضده كي يكون خروجهم من سوريا سيكون قريبا بعون الله.

يكون ذلك من خلال وعي المجتمع برفض هؤلاء ورفض حكمهم المتطرف أو أن يشاركوا في الحكم فهم أولا وأخيرا من خارج بلادنا، رحبنا بهم مقاتلين لا قادة، فرفضوا ذلك وأصروا أن يجلبوا لبلادنا كل ضرر وضرار باسم الإسلام والإسلام من أفعالهم وتصرفاتهم براء.

علينا أن ننظر لداعش كمرض، وعلينا أن نسأل أنفسنا:

- هل هذا هو نموذج الحكم الذي نريده في سوريا؟
- هل هم أهل لإدارة بلاد متعدد ومجتمعات مختلفة؟
- هل لديهم الكوادر والقدرات التي تضمن لسوريا دولة مؤسسات وحقوق وإدارتها وتشغيلها أم أن كل ما لديهم رشاش وسكين؟
- هل هؤلاء من ينطق باسم الإسلام الحق؟ وهل يقطع رأس من يقول يا مسيح أو العزير ابن الله مباشرة بكل بساطة من أقل جندي؟
- هل هؤلاء من نريد أن يبقى في بلادنا بعد سقوط النظام بإذن الله؟
- هل ممارساتهم السابقة والحالية واللاحقة تدل على أنهم أهل للحكم؟ أليست العراق شاهد؟
- هل سيكون لدى السوري إحساس بالأمان والحرية في حكم هؤلاء؟

ليجب كل منا عن ما سبق وإن كانت الإجابة (لا) فليكن الرفض لهم أول خطى إخراجهم من بلادنا.. وأنا على يقين بأن هناك من سيرفض كل ما ذكر أعلاه لمجرد أنه ضد ما يعجبه، أقول له: أَعمِل العقل الذي لديك وفكر بتجرد ولا تدع العصبية تفكر عنك ولا غيرك...

بالنسبة لي فإنني سأرفضهم بلساني وقلمي ومواقفي ونقاشاتي وعندما أعود إلى سوريا سأكون لهم بالمرصاد بكل ما أقدر بالرغم من أنني أعلم أنهم ومن هذه المقالة قد استباحوا دمي أينما كنت، أليسوا هم الإسلام؟ (ظنوا) بل أراهم دكتاتورية أخرى أسوأ من السابقة لأن السابقة ذات منهج أعوج أما هؤلاء فينسبون الإسلام لهم ويعطون النموذج الأسوأ له وهو من ما يقومون به براء.

أعود فأقول... إن من ينسب الإسلام له ولا ينتسب إليه وليس لديه استعداد للتعامل مع مجتمع تعددي أو احترام الإنسان فليس له مكان في سوريا بإذن الله وحده وسيكون ذكرى أليمة في هذا البلد الجريح.

اللهم أبرم لسوريا أمرا رشدا

جهاد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لتركيا حق علينا

الشخصنة عند العرب

الحق الذي نستحق