حزبية مقيتة... مرض مجتمع

شاهدت هذه الصورة أدناه والتي توضح وبكل ألم أن ما كتب على اللوحة صحيح تماما

 
وأزيد عليها... أن فينا مليون منحبكجي فينا... ليس بالضرورة لبشار بل أيضا لتوجهات أخرى قد تكون ثورية... المنحبكجي هو من يؤمن أن حزبا ما أو توجها أو شخصا لا ينطق عن الهوى، وأن كل ما يصدر عنه صحيح (على العمياني)  وبهذا يكون قد أغلق عقله وسلمه لغيره ليفكر عنه...
عندما نجد أن هناك من لديه استعداد أن يرمى أخاه قذفا وسبا لخلاف برأي ما فهذا بشار فينا
عندما يعمل أحدهم لرفعة الحزب الذي ينتمي إليه لا لرفعة سوريا وأهلها فهذا بشار آخر فينا
عندما يتم إنشاء كيان ما ولا يكون توجهه العام موافقا لتوجه الحزب الذي يريده الأخ الكريم فهذا بشار آخر فينا
عندما يصدر قرار عن حزب ما ولا يأخذه العقل محل التفكير والتحليل والتشكيك فسيكون هذا منحبكجي جديد بيننا
عندما تثور ثائرة المرء ويبدأ التخوين لرأي ما صدر عن شخص ولم يعجبه ذلك الرأي
فهذا منحبكجي وبشار جديد فينا
هناك من يظن أن المرء إن طرح رأيه وإن بأسلوب فيه قسوة فهو يقوم بجرم لا يغتفر وعليه التأدب مع (الكبار) ...
وهكذا....
 
أنا لا ألوم هنا ولكنني أوضح المرض العضال الذي يعاني منه مجتمعنا ألا وهو انغلاق العقول تجاه الآراء بحزبية مقيتة منتنة تجعل الأخ يرمي أخاه بكل سوء لمجرد أنه خالفه في الرأي مع أن الخلاف ليس خلافا عقديا بل هو خلال في التوجهات السياسية أو في الأساليب..
 
لقد وقعت حروب هائلة بين شعوب أوروبا لكنهم تجاوزوا تلك الخلافات وصاروا واحدا الآن وله صوته المسموع... لأنهم تعاملوا مع خلافاتهم برقي.
 
هل نريد أن نصل بسوريا إلى بر الأمان؟ لنصلح أنفسنا أولا وليكن خلافنا راقيا فإن اختلفت الآراء فعلى المبادئ الراسخة أن تبقى...
فالأخوة في الله والدعوة إلى الله التوحد تجاه الأعداء وغيرها أمور يجب أن تكون خارج أي خلاف.
عندما تختلف الأهداف فلا نستغرب العداء (هذا مسلم وذاك يهودي-مثلا)
أما العداء عند اختلاف الوسائل فهذا هو ما يجب تجنبه (الدعوة بالسيف والدعوة بالسلم-مثلا)
 
أسأل الله أن يجعل لنا من أمرنا رشدا
 
جهاد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لتركيا حق علينا

الشخصنة عند العرب

الحق الذي نستحق