احتلال هش
دخلت في يوم عملي الأول إلى المبنى ذو المائة طابق وولجت إلى طابق الشركة التي أعمل بها حيث الفخامة والعلامة التجارية الراقية وحيث الجميع يرتدي ملابس (أنيقة) ودخلت في تلك المنظومة التي تدعى (الشركات عابرة القارات) لمدة ثلاث سنوات حيث كنت مبهورا بما أراه وحريصا جدا على أن أكون كما تريد الشركة مني أن أكون، كان القدر الذي تعلمته من ذلك النوع من الشركات هائلا وفي حد ذاته مخيفا. تعلمت أن المرء يجب أن يسلب عقله بالمظاهر البراقة فكمية العفن والفساد في تلك الشركات كبير جدا واستعباد الموظفين وتقييدهم والتحكم بهم أكبر، وأكثر من ذلك خداع العملاء، حكومات وشركات. تعلمت أيضا أنني مهما كرهت من حولي فإنني يجب أن أضع في عين اعتباري أن (أتعلم) وأحصل على أكبر قدر ممكن من المعرفة والخبرة منهم وأن أحدد هدفي وأسعى نحوه. تعلمت أننا كشعوب إسلامية مخودعون بالعلامات التجارية الغربية التي تحتل عقولنا وبلادنا وأموالنا وأكثر من ذلك (معلوماتنا) التي تعيد بيعها لنا، في نفس الوقت الذي نحن فيه قادرون على أن نوجد بديلا لهم من أنفسنا. فهل من مبادر؟