هذه أمي
لم أشهد أو أسمع يوما عن أم في هذه الدنيا كأمي الغالية. منذ نعومة أظافري وأمي في حراك دائم في هذه الحياة... تعمل ليل نهار في التعليم، في أحد أصعب المجالات التي يمكن أن يعمل مرء بها، ومع ذلك لم نفتقدها يوما، فهي حولنا على الدوام، توجهنا وتعطينا كل ما تقدمه الأم التي في منزلها لنا أنا وإخوتي الأربعة على مدى أكثر من ثلاثين سنة. كم أنت عظيمة يا أمي. يوميا دون انقطاع يكون الفجر رفيقها في الاستيقاظ صباحا حيث تعمل بأقصى طاقتها لإعداد خمسة (عفاريت – أنا وإخوتي) للذهاب للمدرسة ولتعد نفسها للذهاب إلى خضم حياة لم تشهده الكثير من الأمهات. وتبقى في طاقة متجددة عند عودتها إلى المنزل فتعود لأعمال المنزل وتوجيه (العفاريت) الخمسة وتربيتهم ومساعدتهم في واجباتهم وإتمام أعمالها التي لا تنتهي، طاقة متجددة استمرت لأكثر من ثلاثة عقود لم تتوقف بها الوالدة عن العطاء الدائم، فكانت لنا سندا وتربية وتوجيها وتعليما وعونا ونصحا والأهم من ذلك، كانت لنا حبا عميقا شملنا وغمرنا لم نستوعبه إلا عندما كبرنا. كبرت وكبرنا أنا وإخوتي يا أمي، وها أنا ذا مستشار على مستوى راق والحمد لله، وإخوتي الغوالي ...