هذا ما وعدنا الله ورسوله


في كل يوم تغير الثورة السورية حياتي وحياة كل سوري وعربي ومسلم في هذه الأرض... في كل يوم أرى آيات الله تنطبق معانيها أمام أعيننا... في كل يوم لنا من هذه الثورة عبرة ولأهلها الفضل والمنزلة في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى...

قال تعالى: (( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا - هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا)) سورة الأحزاب - الآيات 10و11

هذا ما يحدث لنا في بلاد الشام.. هذا ما يحدث للشعب السوري الآن في بلاد الشام المحتلة... تكالبت عليهم أمم الأرض قاطبة... وتجمع الأحزاب جميعا لإبادة أهل السنة ولحماية أرض المسلمين المحتلة في فلسطين في نفس الوقت من المؤمنين إن كان لهم النصر... وسيكون بعون الله وحده...
أمم الأرض كلها بلا استثناء اتحدت كلمتها على أن خيار الشعب السوري ليس هو الخيار الذي تريده قوى العالم أجمع... وغبي من يقول أن الولايات المتحدة تختلف مع روسيا في نظرتها إلى الثورة السورية،،، فكلهم لهم الهدف نفسه وهناك الكثير من المصالح المشتركة بين تلك القوتين في وأد الثورة السورية.. إنما اللعب في الإعلام والمؤتمرات الجوفاء ليس إلا مماطلة رخيصة لا ينخدع بها إلا جاهل.. فهي أحزاب متحدة ضد شعب مؤمن يطالب بحق مشروع....
لفد بلغت القلوب الحناجر لدى الثوار السوريين... فالمقاتلون من الجيش الحر محاصرون وليس لديهم ذخيرة... والشعب يخرج إلى الشوارع وروحه على كفه... والناس في بيوتها ليس لها أمان .... إنها القلوب في الحناجر يحس المرء بنبض قلبه في حلقه من شدة الموقف وهوله...

قال تعالى في الآية التالية: ((وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا))
هؤلاء هم أنصار الطاغية والمنافقون الذين يؤمنون يقينا أن النصر بيد السفاح وليس بيد الحق سبحانه... لقد اختلفت المسميات ولكن تأثيرهم واحد سواء في عصر الرسول عليه السلام أو في عصرنا هذا فهو يعملون على تثبيط الهمم وتشكيك الناس ويستهزؤون بالمبادئ الربانية... نرى هؤلاء في الإعلام وفي الشوارع وفي الكتابات على الجدران وفي كل مكان...

وقال تعالى في نفس السورة: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا - وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)) الآيات 21-22

لقد أرى الشعب السوري العالم كله إيمانا لا تهزه الجبال.. إيمان راسخ بالله وحده... فهم يجعلون أسوتهم رسول الله في حاله يوم الأحزاب.... وما التكبير وذكر الله إلا إلهام من الله تعالى لهذا الشعب العظيم ليكون على طريق الصواب بإذن الله...
وهنا تأتي الآية العظيمة التي ترينا ما في قلوب المؤمنين: فعندما رأى المؤمنون الأحزاب قد تكالبت عليهم وتجمعت وتوحدت كلمتها على قمع أولياء الله وإبادتهم قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله،،، هذا وعد الله ((أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)) سورة العنكبوت الآية 1.. وصدق الله ورسوله... إيمان عميق بأنه حتى لو لم تكن هناك أي بادرة للنصر نراها فإن نصر الله آت وسنبقى على عهد الله قائمين نقاتل في سبيله ولن نحون هذا العهد حتى ولو لم يبق منا أحد.... هذا ما نراه في أهلنا الأشاوس في شام العزة.

وهنا تأتينا الآيات من نفس السورة التي تبكينا وتذكرنا بشهدائنا في سوريا: ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا - لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا))  الآيات 23-24
صدق هؤلاء الشهداء الأبطال في سوريا عهد الله وضحوا بأغلى ما لديهم فصدقهم ربهم ونسأله تعالى أن يجعلهم في عليين فهذا جزاء الصادقين.. أما المنافقون فجزاؤهم عند الله لا يجهله أحد... 

وتأتي بعد ذلك في نفس السورة النتيجة والخاتمة بقول الله تعالى: ((وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا - وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا - وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)) الآيات 25-26-27

نسأل الله أن يجعل تحقيق ذلك قريبا وهو الآن يتحقق بحمد الله ... ونصر الله آت لا محالة ولكنها مرحلة تمحيص للأنفس كي تتطهر من رجس الأيام السوداء التي عاشها من قبل وتكون جاهزة لجعل أرض بلاد الشام منطلقا لتحرير بلاد الله المقدسة وسيكون ذلك على أيدي أهل الشام المؤمنين الأبطال...






ألم تزدك هذه الآيات إيمانا ويقينا بأن ثورتنا المؤمنة منتصرة لا محالة... منتصرة بإذن الله وعونه... لننصر الله في أنفسنا وسينصرنا الله تعالى فهذا وعده ولن يخلفه أبدا...



أبو مالك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هذه أمي

جبهة النصرة.. هل هي للنصرة؟ أين المشروع؟

الشخصنة عند العرب