يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
استلهم هذه الكلمات من الكلمة الرائعة التي ألقاها فضيلة الشيخ منير الغضبان في الملتقى الأول لمغتربي غوطة دمشق.
هناك أمران يحل بهما غضب الله تعالى على الخلق فيستبدلهم بغيرهم لأنهم لم يقوموا بحق الله عليهم في أرضه.. الأمر الأول هو الجهاد بالنفس. قال الله تعالى : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال -39. وهذا ما يقوم به الآن أهل الشام المباركة من الجهاد بأنفسهم وأبنائهم ويواجهون بصدورهم العارية القذائف المهلكة ومع هذا فلا خوف منهم قد صدر ولا خنوع منهم قد ظهر. فهذا أمر قد أمر الله به ونفذه أهل الشام بكل ما للكلمة من معنى بالرغم من التضحيات التي يقدومنها فهم لا يزالون على رأس قائمة المجاهدين بأنفسهم. فالحمد لله رب العالمين. قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ )
الأمر الآخر هو الجهاد بالمال وهو ما بأيدينا نحن المغتربون السوريون والإخوة من المسلمين حول العالم ومن العرب قاطبة وأخص بهذه الفئة أصحاب رؤوس الأموال والتجار والأغنياء عامة والأمراء والملوك والساسة والحكام وخاصة الذين أتوا على أكتاف ثورات سابقة. الجهاد بالمال حتى الآن لم نقم به حق القيام وهو الذي يتضمن تسليح المجاهدين من الجيش السوري الحر في بلاد الشام، فهناك من العرب والمسلمين من يمنع وصول الأموال والأسلحة إلى مستحقيها الحقيقيين من المجاهدين في بلاد الشام وهناك من يخاف وهناك من لا يريد وهناك من يمنع بقراره السياسي وهناك من يساعد على استحياء والقليل من المتحمسين جزاهم الله خيرا... فما بالكم أيها الناس؟ سيستبدلكم الله بغيركم إن تقوموا بحقه عليكم... فهل انتظار أمر من عند أمريكا أو عطف من روسيا أهم لديكم من تنفيذ أمر الله؟
قال تعالى: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) (سورة محمد: 38).
اعلم أخي الكريم من أي الأصناف أنت؟ من الذين بخلوا أم من الذين تصدقوا...
تعليقات
إرسال تعليق