هل الله معنا؟
((لا تحزن إن الله معنا))... إذن لماذا اختبأ؟ لماذا ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الغار مع صاحبه؟ لم غير الطريق؟ لم كل هذه الإجراءات الاحترازية؟ أليس الله معه! القانون الرباني هنا هو أنك إن لم تقم لما يجب عليك القيام به فإن معية الله والتوكل عليه لن يصنع نصرا ولا تمكينا أو أدنى نجاح لوحده. هذا أمر بدهي عند التعامل مع الشؤون المادية الحياتية، وحتى الطفل الصغير قد يكون قادرا على الوصول إلى هذا الاسنتباط، فلن يأتي الطعام إلى فمه مهما توكل على الله ما يسع إليه... ولكن هذه الحقيقة البديهية لا يكون لها أي نصيب من التفكير عندما تأتي إلى الأمور الإدارية، السياسية، الاجتماعية والتي تحتاج إلى فكر قيادي وتحليل عميق ووضع الأمور في مواضعها بكل دقة.. هل تتنظر في سوريا نصرا من الله لأننا متوكلون عليه؟؟ هل وعدنا الله نصرا لمجرد أننا توكلنا عليه؟؟؟ لا والله... فالله أحكم من أن يعطي النصر لمن لا يستحق ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) الآية تنص على أن البداية من عندنا نحن باتخاذ الإجراءات الصحيحة التي يجب على العاقل اتخاذها. والآن... هل نستحق النصر؟ لا.. أبدا...وبالرغم من كل الدماء...